“الحركات الإسلامية لا ينقصها إلا ظهور صلاح الدين جديد …”

“هاميلتون جب” – المستشرق الإنجليزي ومستشار لوزارة الخارجية الإنجليزية – ومعه مجموعة من المستشرقين قاموا بتأليف كتاب “إلى أين يتجه الإسلام؟” في عام 1932م بهدف تطوير طرق محاربة الإسلام والمسلمين.

وينفلت من لسانهم بعض الحقائق الواضحة التي لا يمكن إنكارها. فمن ذلك قوله (ص 365):

“إن الحركات الإسلامية تتطور عادة بسرعة مذهلة تدعو إلى الدهشة، فهي تنفجر انفجاراً مفاجئاً قبل أن يتبين المراقبون من أماراتها ما يدعوهم إلى الاسترابة في أمرها. فالحركات الإسلامية لا ينقصها إلا وجود الزعامة ، لا ينقصها إلا ظهور صلاح الدين جديد ! …”.

ولتفادي هذه المفاجآت قدر الإمكان يلجأ أعداء الإسلام إلى اتخاذ تدابير عديدة ووسائل متنوعة من باب “الأمن الاستباقي” –كما يزعمون-.

فمن ذلك مثلاً: محاولة القضاء على عظماء المسلمين وزعمائهم الحقيقيين قبل انتشار دعوتهم وتهيء الأمور لهم والتفاف أبناء الأمة حولهم ويسعون أن يكون تنفيذ ذلك على أيدي عملائهم المدسوسين بين المسلمين كي لا يكتشف العامة بأنهم “أعداء للإسلام” حقيقة.

ويبدؤون أول ما يبدؤون هجومهم على هؤلاء العلماء والدعاة بمحاولة تشويه سمعتهم واتهامهم بشتى أنواع التهم الباطلة لفض الناس من حولهم وتنفيرهم عنهم ثم يشرعون في تنفيذ حملاتهم المسعورة بمطاردتهم واختطافهم وسجنهم وتعذيبهم وتصفيتهم إلى غير ذلك من الجرائم المعروفة المشهورة.

قال النبي صلى الله عليه وسلم:

“سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خدَّاعَاتٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ , وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ , وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ” (رواه أحمد وابن ماجه).

هذه الحقيقة يمكن لأي متابع لتاريخ الأمة الإسلامية قديماً وحديثاً أن يضرب لها أمثلة كثيرة.

ولعلي أحاول مع الأيام سرد بعض الشواهد والوقائع من هذا القبيل مما شاهدته في بلادنا منذ ظهرت الصحوة الإسلامية على الساحة بشكل مفاجئ – كما ذكر المستشرق المذكور – واهتم بها الرأي العام الداخلي والخارجي قبيل سقوط الاتحاد السوفييتي وبعده، وما جرى لأبرز علماء بلاد ما وراء النهر من أمثال المشايخ رحمة الله علاَّمة، وعبد الولي قاري، وعابد خان قاري، وعبد الأحد قاري، ومحمد رجب قاري، وغيرهم.

(من مذكرات طالب أوزبكي)

Share
Leave A Comment

\