فَضْلُ خُرَاسَانَ وَبِلاَدِ الإمَامِ البُخَارِي (2)

khurasan

أمَّا بِلاَدُ فَارِسَ الْمَعْرُوفَةُ عِنْدَ التَّقْيِيدِ فَلَيْسَ فِيهَا عُشْرُ مِعْشَارِ مَا ظَهَرَ فِي بِلاَدِ خُرَاسَانَ مِنَ السُّنَّة وَاتِّبَاعِ الهَدْيِ الأوَّلِ…

وَاشْتَهَرَ أمْرُ السُّنَّةِ والتَّمَسُّكِ بِهَا فِي خُرَاسَانَ، وذَاعَ فِي الآفَاقِ وَفِي عَامَّةِ الْبُلْدَانِ…

وَجَاءَ عَنِ الإمَامِ الشَّعْبِيِّ أنَّهُ قَالَ:

“كَأنِّي بِهَذَا الْعِلْمِ قَدْ تَحَوَّل إِلَى خُرَاسَانَ”. (كتاب البلدان لابن الفقيه).

ورُوِيَ نَحْوُ هَذَا الْمَعْنَى عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وهِلاَلِ بْنِ الْعَلاَءِ الرَّقِّيِّ وأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ.

ورُوِيَ عَنْ مَالِكٍ أنَّهُ قَالَ فِي شَجَرَةِ الْعِلْمِ:

“نَبَتَتْ بِمَكَّةَ –وَهُوَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ– ، وَأغْصَانُهَا بِالْمَدِينَةِ –وَهُمُ الصَّحَابَةُ– ، وَوَرَقُهَا بِالْعِرَاقِ –وَهُمُ التَّابِعُونَ– ، وَثَمَرُهَا بِخُرَاسَانَ –وَهُمْ زُهَّادُ خُرَاسَانَ-“. (كتاب الإرشاد للخليلي)

وَقَالَ عَبْدُ اللهِ ابْنُ الإمَامِ أَحْمَدَ:

ذاَكَرْتُ أَبِي لَيْلةً الحُفّاظَ فَقَالَ: يَا بُنّيَّ، قَدْ كَانَ الْحِفْظُ عِنْدَنَا، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى خُرَاسَانَ – إِلَى هَؤُلاَءِ الشَّبَابِ الأرْبَعَةِ. قُلْتُ: مَنْ هُمْ؟ قال: أبُو زُرْعَةَ ذاك الرَّازِيِّ، ومُحَمَّدُ بْنُ إسْمَاعِيلَ ذاك الْبُخَارِيِّ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ذاك السَّمَرْقَنْدِيِّ [الدَّارِمِيِّ]، والحَسَنُ بْنُ شُجَاعٍ ذاك الْبَلْخِيِّ. قُلْتُ: يَا أبَتِ، فَمَنْ أحْفَظُ هَؤُلاَءِ؟ قال: أمَّا أبُو زُرْعَةَ فَأسْرَدُهُمْ، وأمَّا الْبُخَارِيُّ فَأعْرَفُهُمْ، وأمَّا عَبْدُ اللهِ – يعني الدَّارِمِيَّ – فَأتْقَنُهُمْ، وأمَّا ابْنُ شُجَاعٍ فأجْمَعُهُمْ لِلْأبْوَابِ”. (تهذيب الكمال للمزي)

(يتبع)

#مقتطفات_من_كتاب_الخُرَاسَانِيَّةِ

للشيخ عبد العزيز الطريفي حفظه الله وفرّج عنه.

═════ ❁✿❁ ═════

مختارات قناة البخاري

http://goo.gl/y3yT4R

 

Share
Leave A Comment

\