فَضْلُ خُرَاسَانَ وَبِلاَدِ الإمَامِ البُخَارِي (3)

khurasan

كَانَتِ الْفَلْسَفَةُ فِي خُرَاسَانَ وَبِلاَدِ فَارِسَ عِلْماً ظَاهِراً، فَلَمَّا دَخَلَهَا الإسْلامُ وَظَهَرَ فِيهَا عِلْمُ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ وَتَتَبَّعَ النَّاسُ نُصُوصَ الْوَحْيِ وَبَحَثُوا عَنْ مَعَانِيهِ نَبَغَ فِيهَا قَوْمٌ حَفِظُوا السُّنَّةَ وَعَرَفُوهَا وَلَمْ يَحْمِلُوهَا عَلَى فَهْمِهِمِ الْخَاصِّ وَلَـمْ يَـمْزِجُوهَا بِفَهْمٍ مَوْرُوثٍ عَنْ فَلْسَفَةٍ أوْ دِينٍ سَابِقٍ، بَلْ تَتَبَّعُوا مَعَانِيَ النُّصُوصِ وَاسْتِعْمَالاَتِهَا الصَّحِيحَةَ مِنْ أفْوَاهِ الْعُلَمَاءِ  الْقَرِيبِينَ مِنْ مَنَازِلِ الْوَحْيِ زَمَاناً وَمَكَاناً وَشُيُوخاً.

وَقَدْ صَارَتْ بُلْدَانٌ كَامِلَةٌ فِي خُرَاسَانَ فِي تِلْكَ الطَّبَقَاتِ مَعْرُوفَةً بِالسُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ، وَلاَ يُعْرَفُ فِيهَا الْفَلْسَفَةُ وَلاَ الْكَلاَمُ، وَلاَ الـْخَوْضُ فِي الْغَيْبِيَّاتِ بِالتَّأْوِيلِ. وَإنْ وُجِدَ فِيهَا فَهُوَ قَلِيلٌ مَغْمُورٌ.

مِنْهَا [أي من تلك البلدان التي اشتهرت باتباع السنة والتمسك بها] :

الشَّاشُ [وتسمى طَشْقَنْدْ حالياً]، وَنَسَأً، وَهَرَاةُ، وَالرَّيُّ، وَمِنْ أعْمَالِـهَا “سُنٌّ” الَّتِي يَقُولُ فِيهَا الإمَامُ أبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ :

“السُّنِّيُّون جَمَاعَةٌ مِنْ أهْلِ خُرَاسَانَ يُذْكَرُونَ بِالسُّنَّةِ”. (كتاب معرفة علوم الحديث).

ولم يَكُنْ عَامَّةُ أهلِ الــْحَدِيثِ فِي الْمِئَةِ الثَّالِثَةِ وَأكْثَرِ الْمِئَةِ الرَّابِعَةِ فِيمَا دُونَ النَّهْرِ وَمَا وَرَاءَهُ [وتُسَمَّى حَالِيّاً آسِيَا الْوُسْطَى أوْ الْجُمْهُورِيَّات الإسْلاَمِيّة أوْ تُرْكِسْتَان الْغَرْبِيَّة وَالشَّرْقية] إِلاَّ عَلَى طَرِيقَةِ السَّلَفِ.

#مقتطفات_من_كتاب_الخُرَاسَانِيَّةِ

للشيخ عبد العزيز الطريفي حفظه الله وفرّج عنه.

═════ ❁✿❁ ═════

مختارات قناة البخاري

http://goo.gl/y3yT4R

 

Share
Leave A Comment

\